لكل محبي قصص الرعب نقدم لكم قصة رعب في الغابة على موقعكم المفضل قصص وروايات ناني.
قصة رعب في الغابة
في عمق الغابة المظلمة، حيث يتسلل الظلام بين أشجارها الطويلة، كان هناك مكان يُشاع أنه ملون بألوان الرعب والأساطير. يتجنبه السكان المحليون، وحتى الحيوانات تتجنبه أيضًا. يُدعى هذا المكان "غابة الأرواح المفقودة".
في ليلة غائمة ومظلمة، قررت مجموعة من الشباب المغامرين اختبار شجاعتهم واستكشاف أسرار هذه الغابة المظلمة. ارتدوا ملابسهم الثقيلة وحملوا مصابيحهم الضوء الخافت، مشددين على أنفسهم بأنهم لن يخافوا.
تسللوا بين الأشجار الكثيفة، وسط أصوات زفير الرياح وصوت أوراق الأشجار المتساقطة. كلما ازدادوا في العمق، كلما شعروا بالظلام يلتف حولهم كالضباب، وكأنه يحاول ابتلاعهم بأي لحظة.
بينما كانوا يسيرون، بدأوا يسمعون أصواتًا غريبة تتردد في الهواء. أصوات أقدام تتبعهم، وصرخات همسية تتسلل إلى أذنيهم. لكنهم أصروا على متابعة طريقهم، حيث تبدو الأشجار وكأنها تنظر إليهم بعيون مظلمة.
فجأة، اختفى واحد منهم. لم يكن هناك أي صوت، لم يكن هناك أي إشارة. اختفى وكأنه تمامًا محو من وجود الواقع. بدأوا يركضون في كل اتجاه، يصرخون اسمه، لكن لا شيء يرد إليهم سوى صدى أنفاسهم المتسارعة.
كانت الغابة تتلاعب بهم، تغير الطرق وتحجب الضوء. وكلما حاولوا الخروج، كلما وجدوا أنفسهم أكثر عمقًا في أحضان هذا الظلام المفزع. اختفى أحدهم تلو الآخر، حتى بقي آخرهم يصارع اليأس.
وفي اللحظة التي اعتقد فيها أنه لن يرى ضوء النهار مرة أخرى، انكسرت الأشجار حوله وظهرت شيئًا غامضًا. كانت هناك شخصية مظلمة، تشبه إلى حد كبير إلى شكل إنسان ولكن بلا وجه، تحمل في يديها أرواح الشبان الضائعين.
بينما كان يحاول الهارب الأخير الصراخ، اختفت الشيء المظلم بسرعة مذهلة، واستعادت الغابة هدوءها. لم يتبق سوى الهمس البعيد لأصوات الشباب المفقودين، مرتبكين ومختلطين مع صوت الرياح التي تتجول بين الأشجار.
ظلت "غابة الأرواح المفقودة" تحتفظ بأسرارها، تنتظر الشجعان الجدد الذين سيقتحمونها في ليالي قادمة، لتجد آخرين مصيرهم في أحضان الظلام.
تعليقات